أشرف رمضان يكتب: هنّا رأيتُ مصر «الشّابة»

أشرف رمضان
أشرف رمضان

«فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً»، أمنية لا تعرفها «أم الدنيا»، فمصر دولة شابة، متجددة، الشباب هم ثروتها الحقيقية، درع الأمة وسيفها، أدركت مصر أن طموح الشباب وطاقتهم الحيوية تمثل وقودا لاستمرار تطور المجتمع، هم الركيزة الأساسية في بناء الجمهورية الجديدة، كانوا بمثابة البذور المخفية في شجرة الوطن، حتى أصبحوا ثمارها وشمسها المشرقة، والباب الشرعي والوحيد للمستقبل. 

الشباب طاقات مجهولة، سعت الدولة المصرية لفهمها وتوظيفها بالشكل الأمثل، فروح الشباب أصبحت حاضرة في كل مفاصل الدولة، لم تترك الدولة شبابها للأفكار المنحرفة، لم تتركهم ليكونوا وقودًا لنار أهل الشر، لم تتركهم فريسة لأعداء الوطن، بل وجهتهم إلى الحق والبناء، حتى أصبحت قِبلة الشباب وطن آمن بهم ولهم.

أدركت الدولة أن الشباب يحتاج إلى عناية ورعاية خاصة، يحتاج إلى من يستمع لهم ويتفهم أفكارهم، ويشعر بأحاسيسهم.. قبل 10 سنوات، كان المسئول الذي يجلس على الكرسي وعمره 60 عامًا يعتبر في «عز شبابه»، وقتها كانت مصر شابة أيضًا لكن «شيوخها» المتصدرين للمشهد، لا مكان للشباب، الآن رأينا المحافظ «الأربعيني»، والبرلماني «الثلاثيني»، والمدير «العشريني».

ما ذكرته سابقًا، رأيته بأم عيني داخل الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، الشباب كانوا هم المحرك الأساسي لكل ما يتعلق بالحملة، كانوا وقودها وشعلتها، المرشح الرئاسي تحدى بهم الكل فكانوا «قد التحدي»، وهذا ما رأيناه في شوارع وميادين مصر، لأول مرة نرى هذا المشهد التاريخي أمام اللجان، لأول مرة نرى شباب مصر يصطف أمام مقار الاقتراع، بل كانوا هم المنظمين لأهم استحقاق دستوري.

هذا المشهد خرج من حملة «شابة»، بداية من رئيسها المستشار محمود فوزي، ومديرها التنفيذي العميد وسام صبري، اللذين آمنّا بالشباب، وأفكارهم، آمنّا أن الشباب هم صمام أمان الأمة، ومقياس قوتها، وهم ثروتها وخير من يقودها، وهم مقياس تقدمها ومعيار رقيها، جمعّا كل الأعمال الفردية والمرتجلة للشباب تحت سقف واحد، ومظلة «تحيا مصر» ليخرج هذا المشهد البديع، الأكثر تنظيمًا، والأعلى نشاطًا.

أرى أن هذا هو عصر الشباب الذهبي، مصر تحيا بشبابها، اغتنموا الفرصة يا شباب مصر، هذا وقتكم، فمن أدرك هذا العهد ولم يحقق ذاته خاب وخسر، الطريق أمامكم، لا عليكم سوى الإيمان بقدراتكم، والاحتماء بوطنكم، مصر بكم ولكم، كونوا لها وبها.